(السجود على القرطاس المتخذ من القطن والكتان)

لا خلاف بين المسلمين في جواز السجود على الأرض أو ما أنبتته ، نعم يشترط ذلك في فقه اهل البيت عليهم السلام  ، فلا يجوز السجود على غيرهما إجماعاً ،  والمستند بعد الإجماع عدة نصوص:

منها ما ورد في صحيحةِ، هشامِ بن الحَكَمِ: «إنه قالَ لأبي عبدِ اللهِ الصادق (عليهِ السلامُ): أخبرني عمّا يجوزُ السجودُ عليهِ وعمّا لا يجوزُ.

قالَ: السجودُ لا يجوزُ إلا على الأرضِ أو على ما أنبتَتِ الأرضُ إلّا ما أُكِلَ أو لُبِسَ.

فقالَ لهُ: جُعلتُ فداكَ، ما العِلّةُ في ذلكَ؟

قالَ: لأنَّ السجودَ خضوعٌ للهِ (عزَّ وجلَّ) فلا ينبغي أن يكونَ على ما يُؤكَلُ ويُلبَسُ، لأنَّ أبناءَ الدنيا عبيدُ ما يأكلونَ ويَلبَسونَ، والساجدُ في سُجودهِ في عبادةِ اللهِ (عزَّ وجلَّ)، فلا ينبغي أن يضعَ جبهتَهُ في سجودهِ على معبودِ أبناءِ الدنيا الذين اغترّوا بغُرورِها.

نعم يجوز السجود على القرطاس المتخذ من القطن والقنب للنص عليه في بعض الروايات منها  :

الرواية الاولى :

ما رواه صفوان الجمال قال : رأيت أبا عبد اللّه (عليه السلام) في المحمل يسجد على القرطاس وأكثر ذلك يومي إيماء. الوسائل الباب 7 من أبواب ما يسجد عليه الحديث : 1

وهذه الرواية تفيد جواز السجود على القرطاس مطلقا .

الرواية الثانية :

رواية الصنعاني قال : « كتبت إلى الامام الهادي ( عليه السلام ) أسأله عن السجود على القطن والكتّان من غير تقية ولا ضرورة ، فكتب إليَّ : ذلك جائز »  . الوسائل 5 : 348 / أبواب ما يسجد عليه ب 2 ح 5 ، 6 ، 7 .

اقول : والتحقيق عدم جواز السجود على نفس القطن والكتان لكونهما من الملبوس ، نعم يجوز السجود على القرطاس المتخذ منهما للنص عليه ولكونه اصبح حقيقة أخرى لا يصدق عليه النبات .

واستنادا الى ذلك افتى بعض الفقهاء بجواز على القرطاس المتخذ من القطن والقنب منهم :

المرحوم السيد الخوئي (قد) فقد جاء منهاج الصالحين  في ( مسألة 55 ) : الأظهر جواز السجود على القرطاس مطلقا وان اتخذ مما لا يصح السجود عليه كالمتخذ من الحرير أو القطن أو الكتان .

ومنهم سماحة  السيد السيستاني ( د ظ) كما في منهاج  الصالحين في (مسألة 552) : يجوز السجود على القرطاس الطبيعي وهو بردي مصر ،وكذا القرطاس الصناعي المتخذ من الخشب ونحوه ، دون المتخذ من الحرير والصوف ونحوهما مما لا يصح السجود عليه ، نعم لا بأس بالمتخذ من القطن والكتان على الأقرب . منهاج السيد السيستاني ج1ص172 .

والحمد لله رب العالمين

20.11.2024