• الصفحة الرئيسية

حول المركز :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التعريف بالمركز (2)
  • نشاطات المركز (1)
  • إعلانات المركز (47)
  • التواصل (1)

بحوث علمية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البحوث القرآنية (4)
  • بحوث نهج البلاغة (20)
  • البحوث العقائدية (15)
  • البحوث التاریخیة (14)
  • البحوث الفقهية (3)
  • البحوث الأصولیة (18)

المحاضرات (مرئیات) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شهر محرم و صفر (56)
  • شهر رمضان المبارك (59)
  • مناسك الحج (47)
  • الادعیة (15)
  • البث الفضائي (34)
  • التفسیر (9)
  • الدروس الحوزویة (2)
  • الحوارات و الندوات (3)
  • مجالس التأبین (3)
  • متفرقات (34)
  • مجالس استشهاد المعصومین (25)
  • مجالس میلاد المعصومین و الاعیاد (32)
  • صلاة الجمعة (63)
  • صلاة العیدين (4)

حقل الصور :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • رمضان المبارك (8)
  • محرّم الحرام (0)
  • نشاطات عامّة (6)
  • صفر المظفّر (0)
  • ولادات المعصومین (7)
  • وفیات المعصومین (2)
  • صلاة الجمعة و العیدین (6)

البحث :


  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • إتصل بنا
  • القسم الرئيسي : بحوث علمية .

        • القسم الفرعي : البحوث العقائدية .

              • الموضوع : الأصْلُ الثْالِثُ: النُبوّةُ .

الأصْلُ الثْالِثُ: النُبوّةُ

مبحثُ النبوّة العامّة 
لابدّ من العلمِ والاعتقادِ عَن دليل وبُرهان بأنَّ اللهَ تَعالى قَدْ أرسَلَ أنبياءَ مُبَشّيرينَ وَمُنْذِرينَ، وقدْ جاؤوا بمعاجزَ كَي يَعلمَ الناسُ بأنّهم رُسُلُه ، وقَدْ جاؤوا بِأَحكامِهِ وَسُنَنِه وَتِعاليمهِ غايَتُها هدايَةُ البَشَرِ وَإسعادُهم في الحَياةِ الدُنيا والآخِرةِ .

عددُ الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)
إنَّ الأنبياءَ العظامَ والسفراءَ الكرامَ جميعاً معصومونَ ، وعددَهم على المشهور  مائةٌ وأربعةٌ وعشرون ألفَ نبيّ  .
روى أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُكَيْر الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَر(عليه السلام) قَالَ : «قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله) : إِنَّ أَوَّلَ وَصِيّ كَانَ عَلَى وَجْهِ الاَْرْضِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ آدَمَ، وَ مَا مِنْ نَبِيّ مَضَى إِلاَّ وَ لَهُ وَصِيٌّ، كَانَ عَدَدُ جَمِيعِ الاَْنْبِيَاءِ مِائَةَ أَلْفِ نَبِيّ، وَ أَرْبَعَةً وَ عِشْرِينَ أَلْفَ نَبِيّ، خَمْسَة مِنْهُمْ أُولُو الْعَزْمِ: نُوحٌ، وَ إِبْرَاهِيمُ، وَ مُوسَى، وَعِيسَى، وَمُحَمَّدٌ(صلى الله عليه وآله)، وَأنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِب كَانَ هِبَةَ اللَّهِ لِمُحَمَّد وَرِثَ عِلْمَ الاَْوْصِيَاءِ وَعِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ . أَمَا إِنَّ مُحَمَّداً وَرِثَ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الاَْنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ».

خاتمُ الأنبياء(صلى الله عليه وآله)
وخاتمهُم وأفضلهُم سيّدُ الأنبياءِ، محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ(صلى الله عليه وآله).
قَالَ السَّيِّدُ ابْنُ طَاوُس  فِي كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ: وَجَدْتُ فِي صُحُفِ إِدْرِيسَ النَّبِيِّ(عليه السلام)ـ في حديث طويل ـ وَ نَظَرَ آدَمُ إِلَى طَائِفَة مِنْ ذُرِّيَّتِهِ يَتَلاَْلاَُ نُورُهُمْ قَالَ آدَمُ :مَا هَؤُلاَءِيَا رَبِّ ؟ قَالَ : هَؤُلاَءِ الاَْنْبِيَاءُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ .
قَالَ : يَا رَبِّ، فَمَا بَالُ نُورِ هَذَا الاَْخِيرِ سَاطِعاً عَلَى نُورِهِمْ جَمِيعاً ؟ قَالَ : لِفَضْلِهِ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً .
قَالَ : وَ مَنْ هَذَا النَّبِيُّ يَا رَبِّ، وَ مَا اسْمُهُ ؟ قَالَ : هَذَا مُحَمَّدٌ نَبِيِّي، وَ رَسُولِي، وَ أَمِينِي، وَ نَجِيبِي، وَ نَجِيِّي، وَ خِيَرَتِي، وَ صَفْوَتِي، وَ خَالِصَتِي، وَ حَبِيبِي، وَ خَلِيلِي، وَ أَكْرَمُ خَلْقِي عَلَيَّ، وَ أَحَبُّهُمْ إِلَيَّ، وَ آثَرُهُمْ عِنْدِي، وَأَقْرَبُهُمْ مِنِّي، وَأَعْرَفُهُمْ لِي، وَأَرْجَحُهُمْ حِلْماً، وَعِلْماً، وَإِيمَاناً، وَيَقِيناً، وَصِدْقاً، وَبِرّاً، وَعَفَافاً، وَ عِبَادَةً، وَ خُشُوعاً، وَ وَرَعاً، وَ سِلْماً، وَإِسْلاَماً، أَخَذْتُ لَهُ مِيثَاقَ حَمَلَةِ عَرْشِي فَمَا دُونَهُمْ مِنْ خَلاَئِقِي فِي السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ بِالاِْيمَانِ بِهِ، وَالاِْقْرَارِ بِنُبُوَّتِهِ، فَآمِنْ بِهِ يَا آدَمُ تَزْدَدْ مِنِّي قُرْبَةً، وَ مَنْزِلَةً، وَفَضْلاً، وَنُوراً، وَ وَقَاراً .
قَالَ : آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ مُحَمَّد(صلى الله عليه وآله) .
قَالَ اللَّهُ : قَدْ أَوْجَبْتُ لَكَ يَا آدَمُ، وَ قَدْ زِدْتُكَ فَضْلاً وَ كَرَامَةً، وَ أَنْتَ يَا آدَمُ، أَوَّلُ الاَْنْبِيَاءِ وَ الرُّسُلِ، وَ ابْنُكَ مُحَمَّدٌ خَاتَمُ الاَْنْبِيَاءِ وَ الرُّسُلِ». الحديث  .

بعثةُ الأنبياء(عليهم السلام)
ويجبُ العلمُ بأنّ بعثةَ الأنبياءِ من باب قاعدةِ اللّطفِ  ، وهو أمرٌ واجبٌ على الله تبارك وتعالى; إذ أنّه بعدَ أنْ ثبتَ أنّ الخلقةَ والخلائقَ ليستْ بِعَبَث، فكيفَ بالحكيمِ المطلقِ أنْ يفعلَ ما ليسَ بمفيد ; ولأنّه غنيٌّ بالذات، فلابدَّ من عَوْدِ النفعِ على الخلائق ، فيجبُ إرسالُ الرُّسلِ وجعلُهم وسائطَ بينَهُ وبينَ خلقهِ كيْ يصلَ الخلقُ إلى حدِّ الكمالِ، ويستحقَّ إفاضةَ فيُوضاته اللاّمتناهيةِ ; إذْ أنّ الوصولَ إلى ساحةِ عزّتهِ ممتنعٌ ، والتكلُّمَ والمخاطبةَ معَ ذاتِ قدسهِ ومشاهدةَ جمالهِ الفريدِ غيرُ ممكن ومُتَعَذِّرٌ ; لذا فلا طريق إلاّ بوجود واسطة بينه وبين خلقه كي تَصِل أوامرُه ونواهيه إلى الخلق، وتتعيّنُ تكاليفُهم، وبهِ يصلونَ إلى ثمرةِ خلقِهم ، ولابدَّ من عصمةِ هذه الوسائطِ وتبرّيهم عن جميع المعاصي صغيرةً وكبيرةً ، وتَنَزّهِهِم من العُيوبِ والأخلاقِ الرذيلةِ كيْ يتمَّ الاعتمادُ عليهم، والثّقِةُ بصدقهم ، ولابدَّ أن يكونُوا من جنسِ البشرِ كي يتمَّ الأُنسُ معهم .
روي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ لِلزِّنْدِيقِ الَّذِي سَأَلَهُ: مِنْ أَيْنَ أَثْبَتَّ الاَْنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ ؟ قَالَ : «إِنَّا لَمَّا أَثْبَتْنَا أَنَّ لَنَا خَالِقاً صَانِعاً مُتَعَالِياً عَنَّا وَ عَنْ جَمِيعِ مَا خَلَقَ، وَكَانَ ذَلِكَ الصَّانِعُ حَكِيماً مُتَعَالِياً لَمْ يَجُزْ أَنْ يُشَاهِدَهُ خَلْقُهُ، وَ لاَ يُلاَمِسُوهُ فَيُبَاشِرَهُمْ وَيُبَاشِرُوهُ، وَ يُحَاجَّهُمْ وَ يُحَاجُّوهُ ثَبَتَ أَنَّ لَهُ سُفَرَاءَ فِي خَلْقِهِ يُعَبِّرُونَ عَنْهُ إِلَى خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ، وَ يَدُلُّونَهُمْ عَلَى مَصَالِحِهِمْ وَمَنَافِعِهِمْ وَ مَا بِهِ بَقَاؤُهُمْ، وَ فِي تَرْكِهِ فَنَاؤُهُمْ، فَثَبَتَ الآْمِرُونَ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْحَكِيمِ الْعَلِيمِ فِي خَلْقِهِ وَ الْمُعَبِّرُونَ عَنْهُ جَلَّ وَعَزَّ وَهُمُ الاَْنْبِيَاءُ(عليهم السلام) وَ صَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، حُكَمَاءَ مُؤَدَّبِينَ بِالْحِكْمَةِ، مَبْعُوثِينَ بِهَا غَيْرَ مُشَارِكِينَ لِلنَّاسِ عَلَى مُشَارَكَتِهِمْ لَهُمْ فِي الْخَلْقِ وَ التَّرْكِيبِ فِي شَيْء مِنْ أَحْوَالِهِمْ، مُؤَيَّدِينَ مِنْ عِنْدِ الْحَكِيمِ الْعَلِيمِ بِالْحِكْمَةِ، ثُمَّ ثَبَتَ ذَلِكَ فِي كُلِّ دَهْر وَزَمَان مِمَّا أَتَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَالاَْنْبِيَاءُ مِنَ الدَّلاَئِلِ وَ الْبَرَاهِينِ; لِكَيْلاَ تَخْلُوَ أَرْضُ اللَّهِ مِنْ حُجَّة يَكُونُ مَعَهُ عِلْمٌ يَدُلُّ عَلَى صِدْقِ مَقَالَتِهِ وَ جَوَازِ عَدَالَتِهِ  » .

الفرقُ بينَ النبيّ والرسول والمحدّث
أما الفرقُ  بينَ النبيّ والرسول  والمحدّث ، فسيتّضح لك بما تتضمّنه الأحاديث التالية:
1. رَوَى أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد عَنْ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْر، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُون، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَر(عليه السلام) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : (وَكانَ رَسُولاً نَبِيّاً)  مَا الرَّسُولُ وَمَا النَّبِيُّ ؟
قَالَ : «النَّبِيُّ الَّذِي يَرَى فِي مَنَامِهِ، وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَلاَ يُعَايِنُ الْمَلَكَ . وَ الرَّسُولُ الَّذِي يَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَيَرَى فِي الْمَنَامِ، وَيُعَايِنُ الْمَلَكَ » . قُلْتُ : الاِْمَامُ مَا مَنْزِلَتُهُ ؟ قَالَ : «يَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لاَ يَرَى ، وَ لاَ يُعَايِنُ الْمَلَكَ » ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآْيَةَ (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُول وَلانَبِىٍّ)  وَلاَ مُحَدَّث».

2. روى عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّار، قَالَ : كَتَبَ الْحَسَنُ ابْنُ الْعَبَّاسِ الْمَعْرُوفِيُّ إِلَى الرِّضَا(عليه السلام): ـ جُعِلْتُ فِدَاكَ ـ أَخْبِرْنِي مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالاِْمَامِ ؟
قَالَ : فَكَتَبَ أَوْ قَالَ : «الْفَرْقُ بَيْنَ الرَّسُولِ وَ النَّبِيِّ وَالاِْمَامِ : أَنَّ الرَّسُولَ الَّذِي يَنْزِلُ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ فَيَرَاهُ وَ يَسْمَعُ كَلاَمَهُ، وَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، وَرُبَّمَا رَأَى فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ(عليه السلام) .
وَالنَّبِيُّ رُبَّمَا يَسْمَعُ الْكَلاَمَ، وَ رُبَّمَا رَأَى الشَّخْصَ وَ لَمْ يَسْمَعْ .
وَالاِْمَامُ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلاَمَ وَ لاَ يَرَى الشَّخْصَ»  .

3. روى مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوب، عَنِ الاَْحْوَلِ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَر(عليه السلام) عَنِ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْمُحَدَّثِ ، قَالَ : «الرَّسُولُ الَّذِي يَأْتِيهِ جَبْرَئِيلُ قُبُلاً فَيَرَاهُ، وَيُكَلِّمُهُ، فَهَذَا الرَّسُولُ .
وَأَمَّا النَّبِيُّ، فَهُوَ الَّذِي يَرَى فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ، وَنَحْوَ مَا كَانَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله) مِنْ أَسْبَابِ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْوَحْيِ حَتَّى أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ(عليه السلام) مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِالرِّسَالَةِ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ(صلى الله عليه وآله) حِينَ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ وَ جَاءَتْهُ الرِّسَالَةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يَجِيئُهُ بِهَا جَبْرَئِيلُ، وَيُكَلِّمُهُ بِهَا قُبُلاً، وَمِنَ الاَْنْبِيَاءِ مَنْ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ، وَ يَرَى فِي مَنَامِهِ، وَيَأْتِيهِ الرُّوحُ، وَيُكَلِّمُهُ وَيُحَدِّثُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ يَرَى فِي الْيَقَظَةِ » .
وَأَمَّا الْمُحَدَّثُ، فَهُوَ الَّذِي يُحَدَّثُ فَيَسْمَعُ وَلاَ يُعَايِنُ وَلاَ يَرَى فِي مَنَامِهِ»  .

4. روى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ فَضَّال، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِم، عَنْ بُرَيْد، عَنْ أَبِي جَعْفَر وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عليهما السلام) فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُول وَلانَبِىّ) وَلاَ مُحَدَّث ».
قُلْتُ : ـ جُعِلْتُ فِدَاكَ ـ لَيْسَت هَذِهِ قِرَاءَتَنَا، فَمَا الرَّسُولُ، وَالنَّبِيُّ وَالْمُحَدَّثُ ؟
قَالَ : «الرَّسُولُ الَّذِي يَظْهَرُ لَهُ الْمَلَكُ فَيُكَلِّمُهُ، وَ النَّبِيُّ هُوَ الَّذِي يَرَى فِي مَنَامِهِ، وَرُبَّمَا اجْتَمَعَتِ النُّبُوَّةُ وَ الرِّسَالَةُ لِوَاحِد ، وَالْمُحَدَّثُ الَّذِي يَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لاَ يَرَى الصُّورَةَ » .
قَالَ : قُلْتُ : ـ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ـ كَيْفَ يَعْلَمُ أَنَّ الَّذِي رَأَى فِي النَّوْمِ حَقٌّ، وَأَنَّهُ مِنَ الْمَلَكِ ؟ قَالَ : «يُوَفَّقُ لِذَلِكَ حَتَّى يَعْرِفَهُ، لَقَدْ خَتَمَ اللَّهُ بِكِتَابِكُمُ الْكُتُبَ، وَ خَتَمَ بِنَبِيِّكُمُ الاَْنْبِيَاءَ» .

أوصافُ الرسولِ الأكرمِ(صلى الله عليه وآله)
وأمّا أوصافُ  خاتَمِ الأنبياء محمّدِ بنِ عبدِ الله(صلى الله عليه وآله) ، فإنّه كانَ عالماً بجميعِ ما علّمَ اللهُ آدمَ(عليه السلام) ، كما أنّه عالمٌ بجميعِ ما كانَ يعرفهُ الأنبياءُ والملائكةُ ، وقد أعطاهُ اللهُ تعالى عُلوماً لم يُعْطِها لأحد من الأنبياءِ ، كما هو المحكيُّ من أخبار السَلَفِ  .
وقد روى العلامّة المجلسيّ(قدس سره): بأنّه(صلى الله عليه وآله) كان جامعاً لكلّ الكمالات من الشرفِ، والنَسَبِ، والحُسْنِ، والحِلْمِ، والبُعدِ عن الرذائِلِ الداخليّةِ والخارجيّةِ ، والقدرة التي يَحتاجها النوع البشريّ  .
وقال القطب الراوندي(رحمه الله) : إنّ جميعَ كُتب السابقين ـ يعني كتب الأنبياء السابقين ـ قد صدّقتِ النبيَّ محمّدَ بنَ عبدِ اللهِ(صلى الله عليه وآله)، وقد وُصفَ بصفاتهِ وعلاماتهِ وزمانِ ومكانِ ولادتهِ، وأحوالِ والدهِ ووالدتهِ، وأخلاقهِ، وتعامُلهِ معَ الناسِ، ولُطْفِهِ وعَفْوِهِ عن الناس ، وخصوصاً عفوِه عن قريش فهو ثابتٌ في التاريخ ، فإنّه متى ما صادف جماعةً من قريش ، فإنّهم كانوا يكلّمونه بكلام قبيح ، وكانوا يرمونه بالتراب ، ويتّهمونه ويسمّونه بالسفيه ، فعندما دخل مكّة وانتصر عليهم قام وخاطبهم : أيّها الناسُ، أقولُ لكم كما قالَ أخي يوسف(عليه السلام) : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ) ، فقد عَفا عَنْهُمْ وسامحهم ، فإنّ كرمه وعفوه عَنْهُمْ واضح  .
والنبيّ(صلى الله عليه وآله) أعلمُ الناسِ بالتوراةِ والإنجيلِ والزبورِ وجميعِ كُتُبِ الأنبياء ، وكان عالماً بجميع قصص السلف في حين أنّه لم يَدرِسْ ولم يَقرأ الكتبَ ، وكان محيطاً بجميع الأخبار السابقة لآدمَ(عليه السلام) ، وقد أخبرَ بما سيحدثُ فيما بعد عصرهِ حتّى قيامِ الساعة ، وقد كانَ أوفى الناس بالعَهْدِ، ولم يُرَ منهُ قطّ الكذبُ أو الإساءةُ لأحد ، لا في صِغَرِه ِولا في كُهولة سِنِّهِ ، وقد سُمّي بالصادق الأمين قبل نُبوّته .
وأمّا زُهده، فقد ملأ الشرق والغرب خبرُه، ولم ينكر ذلكَ منه أحدٌ ، ولم يُبْقِ لنفسه شَيْئاً بعد وفاته من درهم ولا دينار .

معجزةُ القرآنِ الكريمِ
اِعْلمْ، أنَّ معجزاتِ الرسولِ الأكرم(صلى الله عليه وآله) متعدّدةٌ ; فمنها ما هُوَ مَوْجُوْدٌ في كلَّ زمان ومكان ، وعند العامّة والخاصّة ; مثل القرآن الكريم ، فإنّه ظاهر بيننا وَنَقْرَأُهُ ونسمعه .
وقدْ وقعتْ لدى البعضِ الشبهةُ حولَ كيفيّةِ إعجازِ القرآنِ الكريمِ; وذلكَ لغفلتهم عنْ إعجازه وكونِهِ خارقاً للعادةِ بالنسبةِ لكلامِ العربِ ، فإنّ بناءَ كلامِ القرآنِ وأسبابَ فصاحتهِ في الألفاظِ وكيفيّةِ ترتيبهِ ، وكيفيّةِ الفرقِ بينَ الفصيحِ والأفصحِ والبليغِ والأبلغِ ، ومقدار فاصلة الكلام وقطعه ومباديه ، وأنواع نظم الكلام ، وفي نوع وكيفيّة تفصيل بعض أنواع الكلام على البعض الآخر ، ليُعلم أنّ هذا النظم يُباينُ سائرَ أنواعِ النظم العربي من أنواع الخُطَبِ، وطريقة تركيب الألفاظ والأشعار والخطب ، كما هو الواضح عند التأمّل في مقاطعه، واستجماع معانيه ، ومتى ما أُريد تغيير أحد ألفاظه فَلَنْ يُمْكِنَ الإتيانُ ببدل ذلك اللفظ حيث إنّ اللفظ الأوّلَ هو أوفق وأدلّ وأجمع على المعنى ، كما هو المُلاحظ في نظم ومعاني القرآن الكريم ، وكما يقول القرآن الكريم : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هـذا القُرآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهِـيراً)  ، وقال : (وَ إِنْ كُنتُمْ فِـى رَيْب مِمّا نَزّلْنا عَلى عَبْدِنا فَـأْتُوا بِسُورَة مِنْ مِثلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِـينَ)  .
بحيث إنّه(صلى الله عليه وآله) خيّرهم بين المعارضة والمحاربة ، والحال أنّهم أهل الفصاحة والبلاغة والقدرة في ترتيب وتركيب الكلام ، وكان افتخارهم بأنّهم أهل البلاغة والفصاحة ، ومع ذلك عجزوا وقبلوا المقاتلة التي اشتملت على القتل والأسر ، وهذا دليل الإعجاز، فإنّ العاقل لا يختار الأمر الصعب ويترك الأمر السهل .

العجزُ عنْ معارضةِ القرآنِ الكريمِ
إنّ القرآن الكريم منذ ألف وثلاثمائة وثمانية وستّين سنة  يقول : (فَـأْتُوا بِسُورَة مِنْ مِثلِهِ) ، ولا يزال هذا التحدّي قائماً إلى يوم القيامة ، لكنّهم عجزوا عن معارضة القرآن مع اعترافهم بأنّ القران الكريم يشكّل عقبةً كبرى أمام سيطرتهم على المسلمين ، وواقع حالهم يدلّ بوضوح على عجزهم عن معارضة القرانِ .

التبشيرُ العقيمُ
إنّ بعض الأديان التي بلغت أُممها غاية الرُّقي في الصناعات حيث اخترعوا الطائرة والمذياع والتلغراف اللاسلكي والوسائل التقنية الحديثة الأُخرى ، فإنّهم لايزالون عاكفين على طباعة التوراة، والإنجيل، والكتب المخترعة، ويوزّعونها لأطفال المسلمين لكي يحرّفونهم عن الطريق ; نظراً لكون ذهن الحدث خال   .
أيُّها المسلمون في العالم ! ! إنّ كلّ هذه الأتعاب التي يقومون بها ويصرفون أموالاً طائلة في بلاد المسلمين، يستدرجون بها الضعفاء لحرف أذهانهم عن الطريق أيسر وأهون عليهم من أنْ يأتوا بسورة واحدة من مثل القرآن الكريم ، بحيث يؤيّد الفصحاءُ والبُلغاءُ أنّ ما أتوا به هو مثل القرآن ، وبذلك يستطيعون إبطال معجزة القرآن الكريم .
فعدم استطاعتهم الإتيان بسورة من مثل القرآن مع بذلهم جهوداً جبّارةً ضدّ الإسلام الحنيف لدليلٌ واضحٌ وبرهانٌ قاطعٌ على عجزهم عن معارضة القرآن، وأحقيّقة القرآن والإسلام .
نعم، إنّهم عجزوا عن معارضة القرآن، فعمدوا إلى أساليب أُخرى ، وإلاّ لماذا ينصبون شراكاً في البلدان الإسلاميّة لجذب أطفال المسلمين تحت ذريعة التثقيف والتعليم، وغيرها من الخدع المعروفة .

محاولاتٌ يائسةٌ لطرحِ بدائلَ عن القرآنِ الكريمِ
ومن أدلّة عجزهم عن معارضة القرآن محاولاتهم اليائسة لإبعاد المسلمين عن هدي القرآن الكريم بمختلف الوسائل من خلال التلفاز، والمذياع، وغيرها ممّا يجعل الفرد المسلم معرضاً عن القرآن الكريم.
مع أنّني أتذكّر سابقاً بأنّ كلّ مسلم عندما يفتح باب متجره صباحاً يقرأ القرآن تيمّناً وتبرّكاً ، مركّزاً على بعض الآيات التي ترسخ في ذهنه مبادئ العقيدة الحقّة بحيث يمكنه أن يناظر بها أصحاب المذاهب المنحرفة، والأهواء الباطلة ، فيقرأ آية قرآنيّة ويستدلّ بها في مواقع المحاججة، وينتصر على أعداء الله  ، وكذلك عند عبور المسلم ومروره في السوق تصل إلى مسامعه هذه الآيات، فتكون له تذكرةً وعِظةً وعِبرةً .
أيّها المسلمون، ماذا دهاكم؟! وما الذي يجري في عصرنا الحاضر؟! لماذا نبذ بعض المسلمين كتابَ الله وراء ظهورهم ، فتركوا دينهم القويم الصحيح واتّبعوا بهوى النفس الأديان الباطلة والمنحرفة.

المقارنةُ بينَ معجزاتِ الأنبياءِ (عليهم السلام) ومعجزةِ نبيّنا(صلى الله عليه وآله)
إنّ النبيّ الخاتم(صلى الله عليه وآله وسلم) عندما بُعث كانت مفخرةُ فصحاء العرب هي البلاغة والفصاحة ، يقول النبيّ(صلى الله عليه وآله) : «أيّها الناس، إنّ النبيّ موسى(عليه السلام)  كانت له يدٌ بيضاءُ وعصاً تتحوّل إلى ثعبان متى ما ألقاها ; وذلك لانتشار السحرة في زمانه حيث كانوا يمتازون بسحرهم ، فمعجزته(عليه السلام) أَبطلَت كلَّ سحرِهم ، ولم يتمكّنوا من معارضته .
وكذا النبيّ عيسى  (على نبيّنا وآله وعليه السلام) كان يُحيي الموتى ، ويخبر عمّا يدّخرون في البيوت، وكانت أُمّته تمتاز بالتبحّر في الطبابة ، فبعد ذلك لم يتمكّنوا من معارضته» .
وأمّا نبيّنا(صلى الله عليه وآله)، فيقول: «أنا النبيّ الخاتم، آتي بكلام من قِبَل الله تعالى ، مكوّن من نفسِ أحرفِ كلامكم الذي تتفاخرون به، ومع ذلك لاتستطيعون مجاراته ولا معارضته ، ولو كان بعضكم لبعض ظهيراً ونصيراً ، وهذه معجزة أعلى من إحياء الأموات ، واليد البيضاء ; لأنّهم كانوا من الأوّل عاجزين عن إحياء الأموات وأمثاله ، لكنّ القرآن جاء بالبلاغة والفصاحة التي هي من جنس الكلام الذي يتفاخر به العرب ، فتحدّاهم أن يأتوا بمثله»  .

معجزاتُ النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله)
وأمّا القسم الثاني من معجزاته(صلى الله عليه وآله)، فنذكر بعضها :
1. ورد في كتابِ الخرائج و الجرائح للشيخ الجليل، قطب الدين الراوندي(رحمه الله) قَوْلُهُ : رُوِيَ أَنَّ أَبَا جَهْل طَلَبَ غِرَّتَهُ  ، فَلَمَّا رَآهُ سَاجِداً أَخَذَ صَخْرَةً لِيَطْرَحَهَا عَلَيْهِ أَلْزَقَهَا اللَّهُ بِكَفِّهِ، وَ لَمَّا عَرَفَ أَنْ لاَ نَجَاةَ إِلاَّ بِمُحَمَّد سَأَلَهُ أَنْ يَدْعُوَ رَبَّهُ، فَدَعَا اللهَ فَأُطْلِقَ يَدُهُ وَطُرِحَ بِصَخْرَتِهُِ  .

2. رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ(صلى الله عليه وآله) كَانَ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ مَعَهُ ضَبٌّ قَدْ صَادَهُ، وَجَعَلَهُ فِي كُمِّهِ، قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا النَّبِيُّ .
قَالَ : وَ اللاَّتِ وَ الْعُزَّى; مَا أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْكَ، وَ لَوْ لاَ أَنْ تُسَمِّيَنِي قَوْمِي عَجُولاً لَعَجَّلْتُ عَلَيْكَ فَقَتَلْتُكَ .
فَقَالَ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا قُلْتَ ؟ آمِنْ بِاللَّهِ . قَالَ : لاَ آمَنْتُ ، أَوْ يُؤْمِن بِكَ هَذَا الضَّبُّ ، وَ طَرَحَهُ .
فَقَالَ النَّبِيُّ(صلى الله عليه وآله) : «يَا ضَبُّ» ، فَأَجَابَهُ الضَّبُّ بِلِسَان عَرَبِيّ يَسْمَعُهُ الْقَوْمُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا زَيْنَ مَنْ وَافَى الْقِيَامَةَ .
قَالَ : «مَنْ تَعْبُدُ ؟» قَالَ : الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ، وَ فِي الاَْرْضِ سُلْطَانُهُ، وَ فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ، وَفِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، وَ فِي النَّارِ عِقَابُهُ .
قَالَ : «فَمَنْ أَنَا يَا ضَبُّ ؟» قَالَ : رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ صَدَّقَكَ، وَخَابَ مَنْ كَذَّبَكَ .
قَالَ الاَْعْرَابِيُّ : لاَ أَتَّبِعُ أَثَراً بَعْدَ عَيْن، لَقَدْ جِئْتُكَ وَ مَا عَلَى ظَهْرِ الاَْرْضِ أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْكَ، وَ إِنَّكَ الآْنَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَ وَالِدَيَّ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ .
فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِـ وَ كَانَ مِنْ بَنِي سُلَيْمـ فَأَخْبَرَهُمْ بِالْقِصَّةِ، فآمَنَ أَلْفُ إِنْسَان مِنْهُمْ  .

3. رُوِيَ عَنْ عَلِيّ(عليه السلام) قَالَ : «لَمَّا خَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ فَإِذَا نَحْنُ بِوَاد ملأ ]مَلآْنَ[ مَاءً فَقَدَّرْنَاهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ قَامَةً، فَقَالَ النَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ الْعَدُوُّ مِنْ وَرَائِنَا وَالْوَادِي أَمَامَنَا، كَمَا قالَ أَصْحابُ مُوسى: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)  فَنَزَلَ(صلى الله عليه وآله) فَقَالَ : اللَّهُمَّ، إِنَّكَ جَعَلْتَ لِكُلِّ مُرْسَل عَلاَمَةً، فَأَرِنَا قُدْرَتَكَ، فَرَكِبَ وَ عَبَرَتِ الْخَيْلُ وَ الاِْبِلُ لاَ تَنْدَى حَوَافِرُهَا، وَ أَخْفَافُهَا، فَفَتَحُوهُ» .
ثُمَّ أُعْطِيَ بَعْدَهُ فِي أَصْحَابِهِ حِينَ عُبُورِ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ الْبَحْرَ بِالْمَدَائِنِ بِجَيْشِهِ  .

المعاجزُ البدنيّةُ للرسولِ الأكرمِ(صلى الله عليه وآله)
وأمّا المعاجزُ البدنيّةُ للنبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فمنها :
اوّلاً : أنّه كانَ يَرى مَِنْ خَلْفِهِ كما يَرى مِنْ أمَامِهِ  .
ثانياً : كانَ يفهمُ جميعَ اللّغاتِ ، ويتكلّمُ بجميعِ اللّغاتِ  ، والحالُ أنّه أُمّيُّ  لم يَدْرُسْ، وَلَمَ يَقْرَأِ الكُتُبَ .
ثالثاً : كانتِ الحصاةُ في يدِه تسبّحُ وتهلّلُ، وكانَ الناسُ يسمعونَ ذلكَ  . وعند ولادته كان مَخْتُوناً  ، وكانتْ رائحةُ المسك تنتثِرُ منهُ  .
ونكتفي بهذا القدر ، فإنّنا إذا أردنا إحصاءَ معاجزهِ، فلابدّ من أن نكتبَ كتاباً كاملاً حولَ معجزاته فقط  .

المعاجزٌ الكونيّةٌ للنبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)
وأمّا معاجزُهُ التي تتعلّقُ بالأُمورِ السماويّةِ والآثارِ العلويّةِ، فسنذكرُ قدراً منها :
الأوّلُ : شقُّ القمرِ  .
الثاني : ردُّ الشَمْسِ  .
الثالث : نزولُ مائدة منَ السَماءِ لأهَلِ البيْتِ(عليهم السلام)  .
الرابعُ : نزولُ العقوباتِ على بَعْضِ أعدائهِ(صلى الله عليه وآله)  .
الخامسُ : إطاعةُ النباتاتِ والجماداتِ له(صلى الله عليه وآله) ، وَتكلّمُ الشَجَرةِ التي كانَ(صلى الله عليه وآله) مُتَّكِئأً عليها .
السادسُ : إخبارهُ عَن الأُمورِ الغيبيّةِ  .

معراجُ النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله)
ومِنْ جُملة معاجزهِ(صلى الله عليه وآله) المعراجُ ، والاعتقادُ بوقوعهِ من ضروريّاتِ الدِّينِ ، ومنكرُه كافرُ   ، والذي يظهرُ من الآياتِ الكريمةِ  والأخبارِ المتواترةِ أنّ اللهَ تعالى قد أَسْرى بنبيّه الكريم من مكّة المكرّمة إلى المسجد الأقصى في الشام .
ومن هناكَ عرجَ به إلى السماء حتّى سدرة المنتهى ، وقد أراه الله تعالى عجائبَ مخلوقاته ، وألقى إليه الأسرارَ والمعارفَ اللاّ متناهية ، والتقى معَ أرواح أو أجساد الأنبياءِ ، ودخلَ الجنّةَ وشاهدَها .
وقدْ دلّت الأحاديثُ المتواترة على أنّه(صلى الله عليه وآله) قد عُرج ببدنه الجسمانيّ  وفي حالِ اليقظةِ، لا أنّه قد عرجتْ روحُه دونَ جسدِهِ ، أو أنّ العروجَ كانَ في حالِ النومِ  .
كما أنّ المعلوم بالتواتر أنّه(صلى الله عليه وآله) جاء بمعاجز هي مطابقة لدعواه ، والواقع أنّ المسلمين على اختلاف طبقاتهم كانوا يرون معاجزه حتّى أنّ بعضهم قد جمعها وقد تجاوزت ألف معجزة ، وقد ذكر بعضها في كتب السابقين واللاّحقين وإن لم نقل: إنّها متواترة، فهي إلى حدّ بحيث لا يمكن إنكارها .
ومن معاجزه الظاهرة والباقية ما بقي الليل والنهار هو القرآن الكريم ، فإنّه لم يتغيّرْ ولم يُعدمْ ، كما ذُكر سابقاً .
وقد عمّت الدعوة الإسلاميّة حتّى وصلت إلى تمام العالم شرقاً وغرباً ، والحمد لله ربّ العالمين .
 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : 2022/03/25  ||  القرّاء : 802



أوقات الصلاة اليومية :




لندن - London


الإمساك : 5:01
الفجر : 5:11
الشروق : 6:45
الظهر : 13:06
الغروب : 7:27
المغرب : 7:42


مواقيت الصلاة السنوية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • برمينغهام Birmingham
  • برايتون Brighton
  • كارديف Cardiff
  • غلازغو Glasgow
  • هال Hull
  • ليدز Leeds
  • ليفربول Liverpool
  • لندن London
  • مانشستر Manchester
  • نورويتش Norwich
  • بليموث Plymouth
  • بورتسموث Portsmouth
  • شفيلد Sheffield
  • ساوثهامبتون Southampton
  • سوانزي Swansea

جديد الموقع :



 ميلاد الامام المجتبى (ع) / اقسام الكرم الثلاثة /سماحة العلامة السيد قاسم الجلالي/ المركز الإسلامي في سري / 2024/3/26

 ميلاد الامام المجتبى (ع) / دفع شبهة يامذل المؤمنين/سماحة العلامة السيد قاسم الجلالي/ الملا مصطفى النائب/المنشد الصغير محمد/ مرکز اهل البيت في ومبلي/2024/3/25

 خطبة الجمعة / الصوم يعزز حفظ حرمات الله تعالى / سماحة العلامة السيد قاسم الجلالي/ المركز الإسلامي في سري/ 22.03.2024

 شهر رمضان فرصةٌ للانفتاح على الذات/ سماحة العلامة السيد قاسم الجلالي/ مركز اهل البيت الاسلامي/21.03.2024

 خطبة الجمعة / الصوم يعزز قوى الفضيلة / سماحة العلامة السيد قاسم الجلالي/ المركز الإسلامي في سري/ 15.03.2024

 خَمْسُ جَوائز للصَائِمينَ / سماحة العلامة السيد قاسم الجلالي / 12.3.2024

 ‎أرْبعُ محطاتٍ مُقتَضَبةٍ في ثبوت الهلال/ سماحة العلامة السيد قاسم الجلالي / 12.3.2024

 خطبة الجمعة / الاستقبال التجديدي والاستقبال التقليدي/ المركز الاسلامي في سري/ سماحة العلامة السيد قاسم الجلالي/ 08.3.2024

 خطبة الجمعة / الآثار المعنويّة والصحيّة للوضوء/ المركز الاسلامي في سري/ سماحة العلامة السيد قاسم الجلالي/ 01.3.2024

 القائدُ المهدويّ / سماحة العلامة السید قاسم الجلالي / المركز الاسلامي في سري/ 2024/2/25

مواضيع متنوعة :



 التفسيرُ والتدبّرُ / البسملة

 موقف الفقهاء تجاه قاعدة نفي الضرر

 مناسك الراغبين - عمرة التمتع و واجباتها - واجبات الإحرام - التلبية - الحلقة 12 - سماحة العلامة السید قاسم الجلالي

 وداع شهر رمضان / السلام على شهر رمضان/ العلامة السيد قاسم الجلالي/شهر رمضان المبارك ١٤٤٢

 ميلاد الامام المجتبى (ع) / اقسام الكرم الثلاثة /سماحة العلامة السيد قاسم الجلالي/ المركز الإسلامي في سري / 2024/3/26

 الأصلُ الأوّلُ: التوحيدُ (في إثباتِ الصانعِ)

 صلاة الجمعة

 شهر رمضان فرصةٌ للانفتاح على الذات/ سماحة العلامة السيد قاسم الجلالي/ مركز اهل البيت الاسلامي/21.03.2024

 سماحة السيد قاسم الجلالي ليلة التاسع من محرم 1427 - 2006 هولندا القسم الثالث

 مناسك الراغبين - عمرة التمتع و واجباتها تروك الإحرام التروك الخاصة بالنساء - الحلقة 24 - سماحة العلامة السید قاسم الجلالي

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 4

  • الأقسام الفرعية : 31

  • عدد المواضيع : 540

  • التصفحات : 536437

  • التاريخ : 28/03/2024 - 08:52