ذهبت بعضُ الأقلام إلى أنّ ثورة الإمام الحسين علیه السلام مصداقٌ تحليليٌّ لتفسير إلقاء النفس في التهلكة، حيث قال تعالى: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
هذه هي المسألة التي اُثيرتْ ولا تزال تثارُ كأُسلوبٍ من أساليب التشكيك، حيث عدّوا قيام الإمام الحسين علیه السلام في كربلاء مصداقاً لآية التهلكة، وهذه الشبهة ناشئة من عدم درك مفهوم الآية الشريفة، لأنّ الإلقاء بالنفس إلى التّهلكة يتعلّق بالموارد الّتي لا يكون فيها الهدف يستحقّ التضحية بالنفس وإلّا فلابدّ من التضحية حفاظاً على ذلك الهدف المقدّس كما صنع الإمام الحسين علیه السلام وجميع الشهداء في سبيل الحقّ منذ بزوغ فجر الرسالة وسيتواصل إلى قيام يوم الدين.
من هنا ربّما نجدُ في أنفسنا (في معالجة هذا التشكيك) حاجةً إلى استعراض(آية التهلكة) التي يبدو أنّ عدم استيعاب مفهومها هو الأساسُ في هذه الفكرة الخاطئه.